الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

أعلام : أبو الحسن اللخمي


 هو أبو الحسن علي ابن محمّد الرّبعي شهر باللخمي نسبة لقبلة لخم العربيّة من جهة الأمّ ، فقد ذكر ابن فرحون أنّه " ابن بنت اللخمي " . و هو من الطّبقة العاشرة من طبقات المذهب المالكي من أهل إفريقيّة و أحد الأربعة الّذين اعتمدهم خليل في مختصره . قال فيه القاضي عياض : " و كان أبو الحسن فقيها فاضلا ديّنا مفتيا متفنّنا ، ذا حظّ من الأدب و الحديث ، جيّد النّظر ، حسن الفقه ، جيّد الفهم . و كان فقيه وقته ، أبعد النّاس صيتا في بلده . و بقي بعد أصحابه ، فحاز رئاسة بلاد إفريقيّة جملة " .
ولد بالقيروان سنة 1007م و تتلمذ فيها على يد ثلّة من شيوخ عصره من أبرزهم أبو الطّيب عبد المنعم ابن ابراهيم الكندي و عبد الخالق ابن عبد الوارث السّيوري و أبو القاسم عبد الرّحمان ابن محرز . في القيروان ذاع صيته و أصبح من أفقه النّاس في البلاد لكنّه غادرها إثر الزّحف الهلالي الّذي عاث بها فسادا . فاستقرّ بصفاقس و شرع يدرّس بالجامع الكبير ثمّ أسّس مدرسته الشّهيرة لتدريس المذهب المالكي و هي تقع بنهج الدريبة بالمدينة العتيقة و أصبحت حاليّا مسجدا . تتلمذ على يديه عديد الفقهاء و الشّيوخ أمثال أبي عبد الله المازري و أبي الفضل النّحوي و عبد الحميد الصّفاقسي و أبي علي الكلاعي و أبي يحي ابن الظّابط . 
من أشهر مؤلّفاته كتاب " التّبصّرة " الّذي يعد من أهم مراجع الفقه المالكي و توجد منه نسخ في الزّيتونة و الجزائر و المغرب ، بالإضافة إلى كتاب " النّهاية و التّمام في معرفة الوثائق و الأحكام " .
توفّي الامام اللخمي عام 1085 م ميلادي و دفن بمقبرة صفاقس القديمة خارج المدينة العتيقة حيث المقام المعروف به الآن و الموجود داخل جامع اللخمي . و تؤكّد أبيات الشّعر المنقوشة فوق المقام أنّه بني من طرف مراد باي الّذي دفن معه تلميذه الشّيخ عبد الجبّار الفرياني . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المركّب الثّقافي محمّد الجمّوسي بصفاقس : أمسية شعريّة عربيّة افتراضيّة

  في إطار المقهى الأدبي عبد الرّزّاق نزار ينظّم المركّب الثّقافي محمّد الجمّوسي بصفاقس أمسية شعريّة عربية افتراضيّة عبر تقنية التّواصل عن بع...