الأربعاء، 19 أغسطس 2020

أعلام : أبو الحسن علي النّوري

هو علي بن سالم بن محمّد بن سالم بن أحمد بن سعيد النّوري طبقا لما خطّه على أحد كتبه . انتسب إلى أسرة شطورو ثمّ تلقّب أو لقّب بالنّوري في مرحلة من مراحل حياته . فكان بذلك الأب الأوّل لعائلة النّوري الصّفاقسيّة . ولد سنة 1643 ميلادي في أسرة فقيرة لكنّ ذلك لم يمنعه من طلب العلم و المثابرة عليه بفضل ذكائه و طموحه . أخذ تكوينه العلمي في البداية بصفاقس على يد الشّيخ أبو الحسن الكرّاي . ثمّ واصل تحصيله المعرفي بجامع الزّيتونة و بجامع الأزهر في القاهرة .رجع إلى صفاقس سنة 1058 م حيث و أسّس الزّاوية النّوريّة لقراءة القرآن و التّأثير الرّوحي و تلقين العلم  الّتي كانت  أيضا مدرسة على شاكلة المدارس المحدثة في ذلك العصر ، فيها بيت للصّلاة و غرف لسكنى الطّلبة . كان الشّيخ علي النّوري يتولّى التّدريس فيها بنفسه .  مدّة الدّراسة بالمدرسة النّّوريّة 5 سنوات بين إبتدائي و ثانوي ثمّ يتأهّل الطّالب ليستكمل معارفه في الزّيتونة أو الأزهر . تتلمذ على يديه عديد العلماء و المشائخ البارزين الّذين تعاطوا التّدريس بالمساجد  بالمدينة و الزّوايا بصفاقس و المدن الأخرى .أسّس مكتبة فخمة نفيسة و أنفق عليها الكثير من ماله إلى تجاوزت شهرتها حدود بلده . و بعد طول زمن و ضياع نفائس منها تمّ نقلها سنة 1969 إلى المكتبة الوطنيّة بالعاصمة . إشتهر بعلمه و ورعه و نشاطه الإقتصادي عن طريق القراض و الشّراكة . يعتبر رائد نهضة صفاقس العلميّة و الفكريّة و الرّوحيّة . أوكل إليه أهل مدينته مقاومة فرسان مالطة فأدّى مهمّته على أحسن وجه . أوقف ثروته الطّائلة على الزّاوية و الطّلبة و قراءة القرآن بها . ألّف كتبا عديدة في الفقه و التّوحيد و القراءات و الفلك . توفّي سنة 1706 ميلادي و دفن طبقا لوصيّته في بستانه الكائن قرب سور صفاقس الشّمالي .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المركّب الثّقافي محمّد الجمّوسي بصفاقس : أمسية شعريّة عربيّة افتراضيّة

  في إطار المقهى الأدبي عبد الرّزّاق نزار ينظّم المركّب الثّقافي محمّد الجمّوسي بصفاقس أمسية شعريّة عربية افتراضيّة عبر تقنية التّواصل عن بع...